القائمة
الرئيس محمد جميل منصور: نحن موالاة ولكن.. ورئيس الجمهورية ليس مسؤولا عن ضعف منافسيه(مقابلة)
02/03/2024 - 20:30
قال رئيس تيار من اجل الوطن الاستاذ محمد جميل ولد منصور إن رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني ليس المسؤول عن إيجاد مرشح توافقي للمعارضة ولا عن وجود مرشحين جادين ضده.. لأن الامر ركن أساسي من مهمة المعارضة واختصاصها.
ورأى ولد منصور في تياره قوة جديدة تحمل قوة اقتراحية وتنوعا مجتمعيا وكفاءة وخبرة فنية معتبرا أنها تيار داعم لرئيس الجمهورية لكنه ايضا تيار ممتد في الزمان والسياسة.
نص المقابلة:
موقع الفكر: لماذا تيار من أجل الوطن؟
الرئيس محمد جميل منصور: الحمد لله رب العالمين والصلاة على رسوله وآله وصحبه، هذا سؤال تلقائي، صدر من أكثر من جهة، وحاولنا في افتتاح أنشطة التيار الإجابة عنه بالقول إن هذا التيار يأتي بديلا أو ردة فعل على:
- حالة الجمود التي تسود الحالة السياسية في البلد.
- ضعف الثقة في الحالة السياسية بفعل الرتابة والجمود سواء في الموالاة أو المعارضة.
وقلنا إن هذا التيار جاء من أجل:
- بعث الأمل في العمل السياسي
- التأسيس على قوة اقتراحية تسمو بالنقاش العام من الجزئيات والمواقف المختصرة والأمور الشخصية نحو مقترحات ومقاربات ورؤى تتعلق بالإشكالات والقضايا الوطنية الرئيسية.
- يعيد التيار المفهومين الكبيرين في العمل السياسي تجسيدا في الأداء السياسي وهما الانفتاح والتنوع الوطني، وهاهو التيار يستوعب تنوعا وطنيا قل مثيله، ويضيف بين فريق من السياسيين مع اختلاف مشاربهم، ومجموعة من الأطر والكفاءات الفنية والعلمية أولي الخبرات والقدرة الاقتراحية العالية في مختلف التخصصات المهنية، والتي لم تمارس العمل الحركي التقليدي ولا العمل السياسي في مستوياته المتقدمة في بعضها، والعمل السياسي المطلق في أغلبها، ووجودها يضفي قوة وحيوية ونوعية نحن حريصون عليها.
ولذلك فإن هذا التيار يضيف إلى المشهد حيوية، ويضفي عليه جدية، ولا نريد أن نقول إن كل المشهد السياسي مختل، ولكن فيه رتابة وجمود وتكرار وتقليدية تحتاج روح تجديد في المضامين والأشكال، وتيار مثل تيار من أجل الوطن، ورؤية مثل رؤيته..
موقع الفكر: مع قرب الانتخابات الرئاسي، فلم يبرز حتى اللحظة مرشح جدي في هذا الاستحقاق الهام، فما موقفكم من فكرة المرشح التوافقي؟
الرئيس محمد جميل منصور: أكثر الناس الحديث في موضوع الساحة السياسية، وغياب منافس جدي لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، وفي تصوري أن مسؤولية هذا الفراغ المتحدث عنه، هو مسؤولية القوى السياسية، وخصوصا تلك التي تعتبر نفسها معارضة للرئيس الغزواني، فهذه القوى هي المسؤولة عن تقديم مرشح موحد، أو مرشحين جادين، فتلك في العموم مسؤوليتها.
أما بالنسبة لرئيس الجمهورية، فأضاف إيجابيات كثيرة إلى المشهد السياسي من تهدئة ونقاش، ومن بعد عن الحدية والإلغاء، وما كان لهذه الإيجابيات المختلفة أن تؤدي إلى جمود في المشهد السياسي، بل كان ينبغي أن تكون حركية دافعة إلى حوار وتدافع ونقاش، وهذا الجمود مسؤوليته على القوى التي لا تفوت الفرص والأوقات الضرورية، أو تدفع بالصراع إلى غير وقته ومساحته وزمنه.
أما بالنسبة لنا في تيار من أجل الوطن، فإننا – خلافا للتدرج من الوجود السياسي والبناء التنظيمي والتشكل السياسي ثم اتخاذ الموقف- وانطلاقا من الموقف الذي يعرف به رئيس التيار وصاحب المقترح الأول في نشأته، كنا واضحين في موقفنا الداعم لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، وأوضحنا في القرار الصادر عن الهيئة التأسيسية، أن هذا الدعم يتأسس على:
- تقويم إيجابي للمأمورية المنتهية.
- أن الرئيس أقام عافية سياسية كان صاحب المبادرة فيها.
- وقعت مقدمات تعاف اقتصادي واجتماعي.
وبناء على ذلك فنحن ندعم ترشيحه للرئاسيات القادمة، لعل ذلك يكون سببا في تنفيذ الإصلاحات التي يريدها الموريتانيون، وتدارك النواقص والفوائت المسجلة في المأمورية الأولى، وإصلاح ما يننغي ترميمه وإصلاحه.
وقلنا إنه دعم ليس تقليديا لا في سببه الذي يقوم على النسبية في التقويم، ولا في مضمونه المتأسس على الاستدراك ولا في آليته المتأسسة على البرنامج السياسي الذي ينبغي أن يقدمه المرشح للرأي العام والقوى السياسية.
موقع الفكر: يرى البعض أن أحزاب المعارضة تضررت بسبب مهادنتها للرئيس محمد الغزواني، وسكوتها عن نقد نظامه؟
الرئيس محمد جميل منصور: الأسباب الذاتية هي التفسير الأول للحوادث، أما العامل الخارجي عن المؤسسة أو الإطار، فهو عنصر تكميلي للتفسير، وإنما تقع الهزات أو الاختلالات إذا توفرت ظروفها وأسبابها وبيئتها، كما يقول مالك بن بني في حديثه عن القابلية للاستعمار
الأحزاب لا تضعف ولا تضعف إلا إذا توفرت القابلية لذلك، وعمليا نحن لا نقول إن الظروف جيدة ولا نستخدم مصطلحات بعض السياسيين مثل عبارة تدوير المفسدين.
وأهم ما يجب في نظرنا هو استيعاب الشباب والأطر الأكفاء في جسد الوظيفة العمومية والإدارية، رغم قلتهم ومحدوديتهم فإنهم عنصر إضاءة في مسار التعيينات.
صحيح أن هنالك شخصيات أعيدت فيها الثقة، ينظر إليهم الرأي العام بريبة أو شك، أو لبعضهم ملفات قضائية، وهو ما نعتبره خطأ، ونرجو أن تكون وتيرة الإصلاح أكثر سرعة، ووتيرة إحلال المصلحين في مواقع التأثير أسرع وأكثر في المراحل القادمة، والرسائل التي يبعثها رئيس الجمهورية في هذا المجال متعددة، وتدل على نيته وعزمه على الإصلاح.
أما مظاهر الشحن والقبلية فهي أمراض مجتمعية ينبغي للقوى الوطنية أن تعالجها، رغم أن الجميع يستفيد منها في التعبئة السياسية وفي الدعاية الإعلامية، وربما نضظر نحن لاحقا لاستخدام بعض الوسائل التي قد لا تكون الرهان الأول أو الخيار الأهم بالنسبة لنا، لكن تدبير المشهد السياسي ليس من السهولة التي تمكن من اختيار المناسب دائما.
ونعتقد عموما أن الصراع مع البنى العصبية والمجتمعية يحتاح حكمة، رغم أن تلك العناوين ليست درجات في سلم بناء الدولة الوطنية والمؤسسية، والمهم دائما السير قدما وليس الرجوع إلى ما تجاوزه الزمن أو ينبغي له أن يتجاوزه.
موقع الفكر: ماموقفكم من تقننين القبلية والجهوية والفئوية في التعيينات؟
الرئيس محمد جميل منصور: استصحاب التعيين التعويضي لهذه الفئة أو الجهة أوالعرق ليس أمرا إيجابيا، وتحويله إلى قاعدة إدارية خطأ ينبغي تصحيحه، ويدخل الأمر فيما سبق أن ذكرت لك من أن التعامل مع هذه القضايا يحتاج تدبيرا مرنا، ومقاربة سياسية، قد تختلف من حالة إلى حالة ومن واقع إلى آخر، وتدبير الشأن العام ليس أمرا ميكانيكيا سهل التنفيذ، والمثالي المطلوب دائما السير بالعدالة في التعيين، والسعي إلى اختيار الأكفاء دائما وهم موجودون في كل مكون مجتمعي وكل جهة وطنية.
ونحن حريصون في التيار مثلا على التنوع الوطني عبرعناوينه من خلال الفئات والجهات والولايات.
ومقاربة هذا التدبير تقتضي عدم الارتهان له، وعدم القفز عليه والسير المتدرج للتخلي عنه بعد أن تأخذ المواطنة الجامعة حالتها وحاكميتها على تفكير وممارسة السياسة والشأن العام بشكل.