الفيش/ الشيخ معاذ سيدي عبد الله

من أطرف وأمتع الروايات التي أوردها بيير بونت عن إمارة ادرار  ما ذكره تحت عنوان ( الفيش) وقد روى فيه فيشاً جرى بين الأمير أحمد ولد سيد احمد أمير آدرار والأمير ابراهيم ولد ابراهيم ولد اسويد احمد  أمير تكانت والذي استمر يومين متتاليين لم ينقطع فيهما التباهي بالمال والملك…
وكذلك مناظرة بابه ولد عالي ولد اعمر الشرقي ولد اعل شنطورة ومحمد فال ولد عمر (ت 1821م) والتي حسمها وزير محمد فال بقطعة ذهب على شكل تمساح لها قصة هي الاخرى.
ومنه أيضا الفيش في سباق الخيل ومنه ما حصل بين أولاد يحي بن عثمان وحسان لبراكنه وكان المنتصرون الثلاثة من اهل آدرار وهم  الفُنانه ولد محمد ولد الديك ومحمد ولد اهميمد ومحمد ولد ابيليل وهم على التوالي من الطرش واولاد غيلان و أولاد عمني .. استطاع كل واحد منهم أن يقوم بهذه الحيلة البارعة، وهي التقاط لقمة من العيش في قدر، وإغماسها في صلصة من قدر آخر، وهذا كله بدون أن يخفض الفرس سرعته..
وكان الفيش أيضا يجري في ميدان الجمال (زين الذات) مثل ما جرى بين الاميرين احمد ولد عيده ومحمد لحبيب عندما قدم قدم كل واحد منهما فردا من إمارته (شاب) و (فتاة) وفاز الشاب بأصوات الحاضرين..
ومنه أيضا الفيش في مجال الرماية ، وقد نظم يوما بين محاربي آدرار ومحاربي اترارزه وكان المطلوب استهداف بطيخة فندي، ترمى في الهواء.. 
ومنه الفيش بين النساء ، حيث ينسب بونت للباحث لوريش فيشا جرى بين السالمة فال بنت اعمر ولد ابراهيم من اولاد احمد بن دمان وأم المؤمنين بنت اعل من اهل عتام، واستعانت كل واحدة بأختها وعرضن ثروتهن.
كانت السالمة فال تملك صندوقا قادرا على احتواء شخص جالس وكان عامرا بحلي الذهب والددر النفيسة التي تسمى (صفارات الوجوه)، جيء بهذا الصندوق ووضع على الميزان، ولكن منافستها كان عندها مقابل ما عرضت هي.
علق الحاضرون ( انتفظت صفارات الوجوه)، وأمام هذا التعادل أسِفت السالمة فال على أنها لم تطلب ال عم من السمان وهو ولي من أولاد ديمان كان يدعم منافستها أم المؤمنين..
وهناك الفيش الذي جرى بين امرأتين من امارتي لبراكنه واترارزه وقد انسحبت احداهما لما رأت ما تملكه منافستها..
وهناك فيشان طريفان هما ( فيش لحنش) و ( فيش لحمار) وقد حدثا بين بعض الامراء وعلية القوم …. 
بيير بونت - إمارة آدرار الموريتانية - ص 331 وما بعدها