واصل الرأي العام الموريتاني لليوم الخامس انشغاله بقضية الأموال الغامضة التي أثارها المدون والإعلامي البارز عبد الرحمن ودادي، وأكد فيها امتلاكه لقرائن تدل على أن تهريب مخدر “البودرة البيضاء”، قد يكون مصدر الثروة الذي ظهر فجأة امتلاك الأسرة الدينية الموريتانية له، حسب تحليلاته.
وضمن تفاعلات هذه الزوبعة، أعلنت النيابة العامة في نواكشوط الغربية عن فتح تحقيق ابتدائي حول ما سمته “بث ونشر أخبار، وإشاعات، حول حصول وقائع مخالفة للقانون، وما اكتنف ذلك من تعرض لأشخاص وأماكن”.
وأوضحت في بيان نشرته أمس الأربعاء “أنها أمرت الضبطية القضائية المختصة بفتح بحث ابتدائي، من أجل كشف حقيقة وملابسات الأخبار والإشاعات، وما نشأ عن بثها وذلك بعد تلقيها شكايات من طرف من يرى نفسه متضرراً منها”.
“ويهم النيابة العامة، يضيف البيان، أن تؤكد أن هدف البحث هو الوقوف على الحقائق من خلال الأدلة والمثبتات القانونية، ليتحمل كل مسؤول عن فعل مجرم ومعاقب جنائياً مسؤولية وتبعات تصرفاته، وذلك حماية للسكينة العامة، وأعراض المواطنين”.
وأعلن مثير هذه القضية، عبد الرحمن ودادي، أنه “تم استدعاؤه يوم الثلاثاء من طرف الدرك، الذي أعلمه “بشكوى جديدة باسم أهل قرية النمجاط”؛ قرية الأسرة الدينية التي ذكر المدون احتمال نزول الطائرة المشبوهة فيها.
وقال: “لن أستطيع الخوض في تفاصيل ما جرى احتراماً لقانون سرية التحقيق؛ وقد تم إطلاق سراحي على أن أعود يوم الخميس في تمام التاسعة، وأمرت بالتوقف عن النشر حول القضايا موضوع الشكوى وأعلنت رفضي للامتثال لهذا الأمر حتى أستشير الأساتذة المحامين وأتأكد من قانونية الأمر”؛ مضيفاً: “وبعد الاستشارة أوضح لي المحامون أنه علي التوقف عن النشر حول موضوع الشكايات حتى نهاية التحقيق”.
واستدعت فرقة الدرك الوطني المكلفة بالجريمة السيبرانية، يوم الثلاثاء الصحافي بشير ببان، مسؤول النشر في موقع “صحراء ميديا” الإخباري، وذلك مضن تحقيقها المتعلق بقضية طائرة نشر عنها الموقع خبراً في عام 2021.
وأكد بشير “أن المحققين أرادوا أن يتأكدوا مما نشرته “صحراء ميديا” حول الطائرة، ومما إذا كان الموقع قد رسم مساراً للطائرة؟ وهل تم ذكر قرية النمجاط في الخبر؟ ولماذا لم يبحث الموقع عن وجهة النظر الرسمية في هذه القضية؟”.
وفي إطار تفاعلات هذه القضية، أصدر الشيخ الطالب بوي ولد الشيخ آياه، الناطق باسم الطريقة القادرية في غرب إفريقيا، الجهة التي تحدث عنها المدون ودادي مثير هذه القضية، بياناً أكد فيه “أن أسرة أهل الشيخ آياه لطالما سعت إلى لم شمل الموريتانيين وتعزيز الروابط بينهم”، مشيراً إلى “أن الأسرة تتابع التفاعلات في وسائل الإعلام وفضاءات التواصل الاجتماعي لبناء جسر من المودة والاحترام”.
وأشار الشيخ الطالب بوي “إلى أن أسرته احتفظت بحقها القانوني في مواجهة من يتجاوزون الحدود الأخلاقية والقيمية بالتطاول والابتزاز”، مؤكداً “أن القضاء سيكون الفيصل في التعامل مع هذه الحالات، وأنهم لن يقبلوا أي وساطة، وقد أعذر من أنذر”، وفق تعبيره.
كما أوضح البيان “أن الأسرة تملك مؤسسة خيرية لدعم المحتاجين، وقد أنفقت خلال العام المنصرم أكثر من مليار و300 ألف أوقية”، مشدداً “على أن جميع هذه التبرعات تأتي من مال الأسرة الخاص دون الاعتماد على أي مساعدات خارجية”.
وبينما تتفاعل هذه المواقف، تابع كبار المدونين والساسة الموريتانيين تحليلاتهم حول المصادر المحتملة للثروة الهائلة التي يملكها أهل ألشيخ آياه والمطروحة على بساط التحقيق حالياً.
واستبعد عدة مدونين أن تكون المخدرات هي مصدر هذه الثروة عكساً لتحليلات المدون ودادي، مرجحين أن يكون مصدرها هو مبالغ كبيرة حصلت عليها الأسرة المذكورة لدى أثرياء دول الخليج مقابل علاجات روحانية خاصة ومتخصصة.
عبد الله مولود
نواكشوط ـ «القدس العربي»