دخل نادي باريس سان جيرمان، ورئيسه ناصر الخليفي، في خلافات عنيقة مع عدد من نجوم الفريق خلال السنوات الأخيرة.
وبخلاف المشاكل مع النجوم، فإن الخليفي لم يراع أيضًا تاريخ عدد من أساطير الفريق، الذين منحوا البي إس جي، السيطرة شبه التامة على الألقاب المحلية، مع وضعه ضمن مصاف الكبار على المستوى الأوروبي في آخر 12 عاما.
ووسط جائحة كورونا، استغنى النادي الباريسي خلال صيف 2020 عن تياجو سيلفا قائد الفريق، وإدينسون كافاني الهداف التاريخي للنادي حينها، دون تكريم لائق للثنائي.
وعبر كافاني وسيلفا عن حزنهما الشديد لعدم تقدير دورهما مع النادي، بل إن تياجو سيلفا أكد في أكثر من مقابلة، أنه كان ينتظر تجديد تعاقده مع النادي قبل انتقاله إلى تشيلسي، في صفقة انتقال حر.
وبعد أشهر قليلة، ضربت لعنة عنيفة، الفريق الباريسي، حيث خسر نهائي دوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونخ، بهدف سجله لاعبه السابق كينجسلي كومان.
ولم يكتف الخليفي بذلك، بل اصطدم بالمدرب الألماني توماس توخيل الذي صعد بالفريق لنهائي دوري الأبطال لأول مرة في تاريخه، وقرر إقالته في ديسمبر/كانون أول 2020.
وضربت رئيس النادي الباريسي، لعنة جديدة في زمن قياسي، حيث انتقل توخيل إلى تشيلسي، ليلحق بتياجو سيلفا، وفازا سويا بلقب دوري أبطال أوروبا في مايو/آيار 2021 على حساب مانشستر سيتي.
بل إن توخيل احتفل حينها باللقب الأوروبي بطريقة مثيرة، خالعا حذائه ليلوح به في الهواء، وكشف أن هذا الحذاء كان هدية من ناصر الخليفي.
وفي صيف 2023، دخل الخليفي في حرب علنية ضد نجم الفريق وهدافه التاريخي الجديد كيليان مبابي، وقرر تجميده لفترة مع استبعاده من الجولة الآسيوية بسبب قرار اللاعب بعدم تمديد تعاقده لموسم ثالث حتى صيف 2025.
وتدخل المدرب الإسباني لويس إنريكي لفض الاشتباك، وأعاد مبابي للحسابات لينفجر مجددا ويحمل شارة قيادة الفريق، مستغلا غياب الثنائي برسنيل كيمييمبي وماركينيوس بسبب الإصابات.
لكن الحرب تجددت بين الخليفي ومبابي منذ فبراير/شباط الماضي، بعدما أكد اللاعب على رغبته في الرحيل، ليجد نفسه يشارك في المباريات على فترات متقطعة.
ووصل الأمر إلى تجميد صرف رواتب مبابي منذ أشهر، وتلويح والدته فايزة العماري بشكل صريح إلى أن الأمر قد يصل لساحات القضاء للمطالبة بمستحقات مالية قيمتها 100 مليون يورو.
وتحمل مبابي كل هذه الضغوط، وحقق حلمه الأول بارتداء قميص ريال مدريد في أوائل الصيف الجاري، ووقع عقدا يمتد حتى صيف 2029.
ويبقى التساؤل هل يُعاقب الخليفي على اصطدامه بالنجوم ويصاب بلعنة جديدة تحقق الحلم الأكبر لمبابي بالفوز بلقب دوري الأبطال ومن ثم المنافسة على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم؟
وسئل مبابي عن حلم دوري الأبطال والكرة الذهبية في مؤتمر تقديمه لوسائل الإعلام، وأجاب بلا تردد "لا يوجد مكان أفضل من ريال مدريد للفوز معه بالألقاب والجوائز الفردية".