صراع عالمي بنكهة سعودية.. القفازات الذهبية كلمة السر المنتظرة

"الحارس هو نصف الفريق".. هي جملة اعتاد خبراء كرة القدم على تكرارها لوصف حالة التألق التي يعيشها أي حارس مرمى في مختلف مباريات الساحرة المستديرة، نظرا لقدرته على قيادة فريقه نحو تحقيق الانتصارات.

وبطبيعة الحال، ينطبق نفس الوضع على مباريات الدوري السعودي للمحترفين، حيث من المقرر أن تشهد النسخة المقبلة صراعا شرسا بين حراس المرمى بمختلف الأندية وخاصة الكبرى.

وأحدث صندوق الاستثمار السعودي، طفرة واضحة بداية من الصيف الماضي، عن طريق جلب العديد من النجوم الكبار مثل البرازيلي نيمار دا سيلفا والفرنسيين كريم بنزيما ونجولو كانتي وغيرهم من الأسماء اللامعة في عالم الساحرة المستديرة، مما ساهم في ارتفاع قوة المنافسة بصورة واضحة.

وستعود المنافسة مرة أخرى للنور بداية من اليوم الخمبس الموافق 22 أغسطس/آب الجاري، بخوض 3 مباريات يأتي على رأسها مباراة النصر والرائد.

سباق مثير



شهد الموسم الماضي صراعا قويا بين الثنائي الأفريقي المتمثل في المغربي ياسين بونو، حارس مرمى الهلال، والسنغالي إدوارد ميندي، نجم أهلي جدة، على مستوى التصديات الحاسمة ومعدل استقبال الأهداف والشباك النظيفة.

الهلال توج بالثلاثية المحلية في الموسم الماضي التي جاء على رأسها الدوري السعودي للمحترفين، بعد منافسة شرسة مع النصر، انتهت لصالحه بفارق 14 نقطة، بجانب حسم كأس الملك أمام "العالمي" بركلات الترجيح.

فضلا عن التفوق على النصر في الدور نصف النهائي من السوبر بنتيجة (2-1)، ثم الفوز على الاتحاد في المباراة الأخيرة (4-1)، بالإضافة إلى تحقيق أكبر معدل انتصارات متتالية في تاريخ كرة القدم بواقع 34 فوزا بمختلف البطولات.

وكان لياسين بونو نصيبا كبيرا في تفوق "الزعيم" على جميع الأندية، بفضل تصدياته المذهلة وقدرته على حماية الخط الخلفي، حيث كان الحارس الأكثر حفاظا على نظافة شباكه في الدوري بواقع 15 مباراة.

وشارك بونو مع "الأزرق" في 43 مباراة بمختلف مسابقات الموسم الماضي، استقبل خلالها 30 هدفا وخرج بشباك نظيفة 20 مرة لكن في المقابل، تمكن ميندي من قيادة الأهلي نحو تحقيق المركز الثالث والتأهل لدوري النخبة الآسيوي بعد العودة إلى دوري الأضواء، حيث تساوى مع بونو في عدد مرات الحفاظ على شباكه في المسابقة ذاتها، بواقع 15 لقاء.

وتمكن ميندي من الحفاظ على شباكه 15 مرة واستقبل 37 هدفا في 35 مباراة خاضها بمختلف بطولات الموسم الماضي، علما بأن الحارس السنغالي شارك في بطولتين فقط (الدوري والكأس).

القفازات الذهبية



سيجد بونو وميندي نفسهما أمام صراع جديد في الموسم المقبل، نظرا لرغبة الهلال في الحفاظ على مستواه وتحقيق المزيد من الألقاب، بالإضافة لسعي الأهلي نحو العودة لمنصات التتويج.

ولكن الموسم الماضي كان قد شهد معاناة الاتحاد والنصر من أزمة حراسة المرمى، حيث قرر الأول التخلي عن خدمات البرازيلي مارسيلو جروهي والاعتماد على عبد الله المعيوف، ولكن الحارس السعودي قدم مستويات كارثية.

أما النصر، فقد عانى من إصابات مستمرة في هذا المركز تعرض لها كل من الكولومبي ديفيد أوسبينا وراغد النجار ووليد عبد الله، فضلا عن إيقاف نواف العقيدي على خلفية أزمته مع المنتخب السعودي.

وبناء على ذلك، تحرك النصر في الميركاتو الجاري، نحو التعاقد مع الحارس البرازيلي بينتو من أتلتيكو باراناينسي، فيما خطف الاتحاد خدمات الصربي بريدراج رايكوفيتش، قادما من ريال مايوركا.

وبالتالي، فإن الموسم المقبل سيشهد صراعا قويا بين الرباعي على مستوى حراسة المرمى بسبب وجود بونو وميندي مع الهلال والأهلي، ثم قدوم رايكوفيتش وبينتو إلى الاتحاد والنصر.

مهمة صعبة

أوباميانج

لكن على الرغم من وجود هذا الرباعي بجانب العديد من الحراس المميزين مع الأندية الأخرى، إلا أنهم سيواجهون مهمة صعبة للغاية متمثلة في الحفاظ على شباكهم نظيفة، رغم وجود عدة أسماء بارزة في خطوط هجوم أغلب الفرق.

وشهد الميركاتو الصيفي قدوم الهداف الجابوني المخضرم بيير إيمريك أوباميانج لصفوف القادسية قادما من مارسيليا الفرنسي، وهو ما سيسبب المتاعب لفرق الدوري السعودي بسبب قدراته المذهلة.

هذا وبالإضافة لرغبة بنزيما في رد اعتباره بتسجيل الأهداف، بعد موسم أول مخيب مع الاتحاد، فضلا عن وجود هداف المسابقة الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو والذي سجل 35 هدفا، منحته لقب الحذاء الذهبي.

كذلك، سيشهد الموسم المقبل، رغبة واضحة من المغربي عبد الرزاق حمد الله، المنضم حديثا للشباب، في رد اعتباره بعد خروجه الصادم من الاتحاد، بجانب الصربي ألكسندر ميتروفيتش، هداف الهلال وثاني هدافي المسابقة بالموسم الماضي.

وبدون شك، سيكون للقفازات الذهبية كلمة الحسم بنسبة كبيرة خلال الموسم المقبل من أجل مساعدة الأندية على تحقيق أحلامها.