رغم الذكريات الأليمة.. هل تنقذ المدرسة الإيطالية أحلام رونالدو؟

يستعد الإيطالي ستيفانو بيولي لكتابة فصل جديد في مسيرته، بعدما قرر تولي تدريب النصر السعودي، خلفا للبرتغالي لويس كاسترو الذي تمت إقالته أول أمس الثلاثاء.

الحقيقة هي أن بيولي سيواجه العديد من المصاعب خلال مهمته مع الفريق النصراوي، بعد سلسلة من النتائج المخيبة التي قدمها كاسترو، بجانب سوء المستوى الواضح لجميع اللاعبين في الفترة الأخيرة.

صحيح أن "العالمي" يحتاج الكثير من العمل على المستويين الفني والتكتيكي، ولكن بيولي سيكون مطالبا في الوقت ذاته، بإعادة الثقة لأغلب عناصر الفريق بعد خسارة جميع الألقاب الممكنة في الموسم الماضي.

فضلا عن السوبر السعودي في الشهر الماضي، بجانب السقوط في فخ التعادل خلال مباراتين من أول 3 جولات في دوري روشن، بجانب التعثر بهدف لمثله أمام الشرطة العراقي، بمستهل مشوار دوري النخبة الآسيوي.

المدرسة الإيطالية وخطة العودة

سيكون أمام المدرب الإيطالي مهمة ليست سهلة في معالجة بعض الأمور التي يأتي على رأسها سوء تنظيم الخط الخلفي والمساحات التي تظهر بشكل متواصل خلف الظهيرين، والفراغ بين قلبي الدفاع ووسط الملعب.

وعانى النصر من استقبال الكثير من الأهداف السهلة بسبب هفوات دفاعية متكررة تحت قيادة كاسترو، وهو ما سيعمل عليه بيولي بكل قوة، خاصة وأنه يمتلك قدرات كبيرة في تطوير هذا الجانب، كونه أحد أفراد المدرسة الإيطالية التي تشتهر بالصلابة الدفاعية.

واعتمد بيولي خلال فترة تواجده مع ميلان على التنظيم الدفاعي وتضيق المساحات مع تقارب الخطوط، واللعب على الهجمات المرتدة باستغلال السرعات التي كان يمتلكها بوجود البرتغالي رافائيل لياو.

ولن يختلف الوضع كثيرا في النصر، حيث يمتلك الفريق السعودي عدة عناصر رائعة في خط المقدمة مثل الأسطورة كريستيانو رونالدو والسنغالي ساديو ماني والبرازيلي أندرسون تاليسكا.

ومع وجود أسماء محترفة في الخط الخلفي مثل إيمريك لابورت ومحمد سيماكان، فإن تطوير العملية الدفاعية لن يكون صعبا على المدرب الإيطالي، بجانب الاستفادة من سرعات لاعبيه لتطبيق الضغط العالي في بعض الأوقات والاعتماد على المرتدات في مواعيد أخرى، بوجود ثنائي الوسط أوتافيو مونتيرو ومارسيلو بروزوفيتش.

وبالتالي، فإن نجاح بيولي في معالجة بعض الأخطاء وتطبيق أفكاره، سيعيد النصر بسهولة للطريق الصحيح، خاصة وأنه يمتلك عناصر مميزة في كافة المراكز.

الذكريات الأليمة

رغم أن المدرسة الإيطالية التي ينتمي إليها بيولي ستعيد النصر للطريق الصحيح، إلا أنه قد يصطدم مع رونالدو في بعض الأحيان، خاصة وأن النجم البرتغالي يحب الضغط بقوة من جميع أطراف الملعب وعدم الرجوع للخلف.

Image removed.

رونالدو الذي لعب مع يوفنتوس الإيطالي خلال الفترة من 2018 حتى 2021، سبق وأن عبر عن غضبه من الأسلوب الدفاعي الذي انتهجه المدرب المخضرم ماسيميليانو أليجري بالإضافة إلى ماوريسيو ساري.

وظهر رونالدو في العديد من المناسبات أمام عدسات المصورين وهو يدفع زملائه للضغط والهجوم وعدم الرجوع للخلف على عكس سياسة ساري وأليجري حتى مع تواجد المدرب الشاب أندريا بيرلو.

وكان يتطلع "الدون" لتغيير هذا الأسلوب في المباريات الكبرى وخاصة في دوري أبطال أوروبا، بهدف تحقيق الألقاب، ولكنه فشل في ذلك، لأنه لم يمتلك الصلاحيات الفنية.

ولكن مع التقارير التي تشير إلى أن "صاروخ ماديرا" يتدخل في العمل الإداري والفني في النصر، فإنه قد يدخل في صدام مع بيولي حال معاناة الفريق من الأسلوب الدفاعي.

أحلام رونالدو

من الممكن أن تنجح طريقة بيولي مع النصر، مع إمكانية تطبيق الضغط والهجوم في بعض فترات المباراة، والتخلي عن فكرة العودة للخلف، وهو ما سيخدم مصلحة رونالدو.

وحال تمكن بيولي من موازنة الكفة وزرع الثقة مرة أخرى داخل الفريق، فإنه سيدعم أحلام رونالدو على وجه التحديد، حيث يتطلع الأخير لتحقيق لقب محلي على أقل تقدير في موسمه الأخير مع النصر.

هذا وبالإضافة لرغبة "الدون" في تحقيق أول لقب آسيوي في تاريخ النادي، بعد الغياب عن المحطة الأولى أمام الشرطة العراقي.

وبالتالي، فإن الفلسفة الإيطالية مع وجود عناصر بارزة في النصر، قد تقود رونالدو نحو تحقيق أحلامه خلال الفترة المقبلة على كافة الأصعدة والمستويات.