العراب.. فيرجسون الأب الروحي لرونالدو

عند إلقاء نظرة على الأرقام القياسية في دوري أبطال أوروبا أو الدوري الإسباني، ستجد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو حاضرًا وبقوة، بفضل عطائه الكبير رفقة ريال مدريد ومسيرته المذهلة مع الفريق الملكي.

لكن يرى كثيرون أن الفترة الأكثر امتاعًا للنجم البرتغالي، كانت حقبته الأولى في مانشستر يونايتد، حيث قدم سحرًا خاصًا في ملاعب البريميرليج مزج من خلاله بين العديد من الفنون، من المراوغات المميزة والأهداف العديدة والسرعة وكل شيء كان يحتاج إليه أي جناح للتألق في الدوري الأقوى في العالم.

ولم يكن رونالدو ليتمتع بذلك البريق دون أن يجد المدرب المناسب الذي يعتني بموهبته البارزة، ولحسن حظه كانت بداية مسيرته تحت قيادة المدرب الأفضل ربما في تاريخ البريميرليج، وهو السير أليكس فيرجسون.

البداية

"كما يعرف الجميع، عندما وقعت لمانشستر يونايتد بعمر 18 عامًا، كان السير أليكس فيرجسون هو المفتاح وراء ذلك".. تصريحات سابقة لرونالدو لمحطة مانشستر يونايتد.

"بالنسبة لي السير أليكس فيرجسون هو بمثابة الأب في كرة القدم، هو ساعدني كثيرًا وعلمني العديد من الأمور، وفي رأي كان له الدور الأكبر بفضل العلاقة القوية التي جمعتنا وحفاظنا على التواصل طوال الوقت، هو شخص مذهل".

علاقة إنسانية

لم يتوقف الأمر في بين رونالدو والسير لتعاملهما داخل الملعب والتدريبات، بل امتد الأمر لعلاقة قوية خارج الملعب في العديد من المواقف الإنسانية التي استعاد البرتغالي أحدها في عام 2015 قائلًا: "أتذكر شيئا ما سيبقى خالدًا في ذاكرتي، في الفترة التي كان والدي خلالها مريضًا للغاية، في غيبوبة بالمستشفى، كانت لحظة صعبة في الموسم".

وأضاف رونالدو "كانت أمامنا مباريات مهمة في دوري الأبطال والدوري، وذهبت إلى المدرب وقلت له إنني بحاجة للذهاب لرؤية والدي فليس لدي أي شعور جيد، كنت حينها لاعبًا محوريًا في الفريق، ولكنه قال لي: اسمع، عائلتك هي أهم شيء لديك في الحياة، إذا أردت الذهاب هناك لمدة 3 أو 4 أو 5 أيام فيمكنك الذهاب".

وأكمل "عندما أخبرني بذلك علمت أنني أمام شخص استثنائي، ولهذا السبب أحبه، ستبقى هذه اللحظة معي مدى الحياة، وبالنسبة لي هو أفضل مدرب عملت معه".

Image removed.

الحماية

دائمًا ما وجد كريستيانو الحماية في مانشستر يونايتد بفضل تواجد السير، ففي بداية مسيرته مع الشياطين الحمر، كانت توجه لرونالدو الكثير من الانتقادات بدعوى عدم إجادته سوى مراوغة واحدة فقط، وكان فيرجسون يتصدى لذلك الهجوم دائمًا، وساعده في صقل مهارته.

وفي مونديال 2006 وأثناء مواجهة البرتغال لإنجلترا في ربع النهائي، تعرض زميله واين روني للطرد في ذلك اللقاء وسط مطالبة من رونالدو لحكم اللقاء بطرده، ليصبح كريستيانو بعدها العدو الأول للجماهير الإنجليزية.

وفكر كريستيانو بعدها في مغادرة البريميرليج إلا أن فيرجسون هو من أقنعه بالبقاء.

وعند اقتراب رونالدو من مانشستر سيتي في 2021 تدخل فيرجسون، كما قال رونالدو: "لا أقول إن مانشستر سيتي لم يكن قريبًا، ولكن كما تعرفون تاريخي مع مانشستر يونايتد وقلبي، هذه أمور صنعت الفارق، وبالطبع السير أليكس فيرجسون الذي تحدث معي وقال لي إنه من المستحيل أن انتقل لمانشستر سيتي".


الحفاظ على العلاقة

حافظ رونالدو على علاقته القوية مع السير حتى بعد رحيله عن مانشستر يونايتد، ففي عام 2012 وأثناء الكشف عن تمثال لفيرجسون عند ملعب أولد ترافورد، ظهر رونالدو في مقطع فيديو للإشادة بمدربه السابق، قال من خلاله: "أنت تستحق ذلك بنسبة 100%".

وبعدها بعام واحد تحصل فيرجسون على جائزة بي بي سي الماسية للشخصية الرياضية البارزة، وكان رونالدو حاضرًا بمقطع فيديو آخر قال من خلاله: "أنت بمثابة أب لي، أنت تستحق تلك الجائزة لكونك مدرب مذهل وشخصية رائعة، أنت الأول دائمًا".

وبدوره حرص فيرجسون دائمًا على التواجد في أهم لحظات نجاح رونالدو، حيث كان حاضرًا في نهائي يورو 2016 واحتضن الثنائي بعضهما البعض عقب تتويج البرتغال باللقب.

كما كان السير حاضرًا في نهائي دوري الأبطال 2017، عندما توج الريال بلقبه الأوروبي الـ12، وفي عام 2018 عندما عانى فيرجسون من نزيف في المخ، كتب رونالدو رسالة دعم على إنستجرام لمدربه السابق.