موريتانيا: وقفات احتجاج وتضامن مع المرأة الفلسطينية وتبرعات وإغاثة ووفد «حماس» ينهي زيارة حرّكت الساحة

 تتابعت في موريتانيا فعاليات التعبئة والتحسيس الخاصة بالقضية الفلسطينية وتواصلت حملات الإغاثة، إلى جانب وقفات الاحتجاج المركزة على السفارة الأمريكية في نواكشوط إظهاراً لاشتراك الإدارة الأمريكية في حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل والتي أفسدت ودمرت ما على الأرض وشردت أهلها عنها.
وكان للمرأة الفلسطينية حضورها الكبير في المؤتمر الإقليمي الرابع لتمكين المرأة المنظم بنواكشوط، بشراكة بين المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ومركز “محيط” الموريتاني غير الحكومي المهتم بقضايا المرأة.
وفي مداخلة أمام المؤتمر، دعا الحسين ولد مدو وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة، إلى المزيد من التضامن مع المرأة الفلسطينية.
وأضاف “أن المرأة الفلسطينية تقتل شهيدة، وهي بنت الشهيد وأرملة الشهيد وأخت الشهيد”، لافتاً الأنظار “لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل وتشريد”. وتواصلت في هذه الأثناء حملات التبرع والإغاثة، حيث نظمت الحملة الطلابية الكبرى لإسناد غزة بالتعاون مع المبادرة الطلابية الموريتانية لنصرة الشعب الفلسطيني وفريق “القدس أمانتي موريتانيا”، النسخة الثانية من جمع التبرعات لصالح أهل غزة.
وأكدت منسقة الحملة الطالبة خديجة محمد عبد الله في كلمة بالمناسبة “أن هذه الحملة ينظمها طلاب التعليم العالي حرصاً منهم على دعم قضية الأمة الأولى وإسناداً لشعب غزة العزيز الذي هو جزء من جسد الأمة الواحد، وواجب على الأمة بأكملها أن تقف بجانبه وتمده بالعدة والعتاد”.
وأكد خطباء الحملة “ضرورة وأهمية تنظيم دورات التبرع، وحتمية المضي في سبيل جمع أكبر قدر من التبرعات”، كما أبرزوا “عظمة فضل الجهاد بالمال وبذله في سبيل الله”، مؤكدين “أن هذا أقل قليل يجب أن يفعله الطلاب من شباب أمة الإسلام”.
وفي سياق متصل، سلم القائمون على نادي الفتح الثقافي بقرية بير الفتح التابعة لمقاطعة الركيز جنوب موريتانيا، مبلغ ثلاثة ملايين أوقية موريتانية (7700 دولار)، هي حصيلة مخصصات أسبوعهم الثقافي للعام 2024، لممثل حركة المقاومة الإسلامية “«حماس»” في موريتانيا الدكتور محمد صبحي أبو صقر.
وأكد متحدث باسم مكتب النادي الثقافي “أن النادي قرر إلغاء أسبوعه الثقافي لهذا العام، والتبرع بمخصصاته لصالح أهل غزة، نصرة لهم وتضامناً معهم في وجه العدوان الصهيوني الغاشم”.
وأنهى أسامة حمدان القيادي الحمساوي، زيارة لموريتانيا حركت فعالياتها الساحة الموريتانية المنشغلة أصلاً بالقضية الفلسطينية وتطوراتها.
وفي لقاء مع رؤساء الأحزاب السياسية الموريتانية، نوّه القيادي في حركة المقاومة الإسلامية “«حماس»” أسامة حمدان “بالموقف الموريتاني الداعم لفلسطين، والذي يشكّلُ محل إجماع شعبي من الجميع، ومن كل أطياف المشهد السياسي”. وطالب حمدان رؤساء وممثلي الأحزاب السياسية خلال لقائه معهم قبل مغادرته “بتشكيل فريق في البرلمان الموريتاني خاص بدعم فلسطين، ومتابعة موضوع دعمها على المستويين الإقليمي، والدولي”.
ورأى القيادي في حركة «حماس» “أن موريتانيا بحكم موقفها الإيجابي، ودورها الإفريقي، حيث تتولى الآن رئاسة الاتحاد الإفريقي، وكذا بحكم علاقاتها العربية، قادرة على التحرك على أكثر من صعيد لحشد الدعم لفلسطين، ولضمان توسيع هذا الدعم إقليمياً ودوليا”.
وأكد أسامة حمدان “أن الكيان الصهيوني فقد مقوِّمات وجوده، وخسر خسارة فادحة جراء السابع أكتوبر، لافتاً إلى أن “نسبة 37% من الشباب من أبناء الطبقة الغنية وذوي الكفاءات غادروا الكيان ولا ينوون العودة”.
وتحدث حمدان عن “ثبات وصمود المقاومة رغم الألم، ورغم ضغط الموقف الإنساني في كل غزة”، مردفاً “أن الحاضنة الشعبية للمقاومة رسمت مواقف مشرقة في التضحية والصبر والثبات”.
وشدد حمدان، على أن “المقاومة ماضية في مسارها، وفي مقاومة الكيان الصهيوني”، داعياً “كل مكوّنات الأمة للتحرك والمشاركة في معركة التحرير، واستعادة المسجد الأقصى مسرى النبي صلى الله عليه وسلم”.
وأشاد وفد حركة «حماس» بالجهود الموريتانية الرسمية والشعبية الداعمة للقضية الفلسطينية والمتضامنة مع المقاومة، وذلك في فعالية أخرى نظمها المنتدى الإسلامي الموريتاني بحضور عدد من كبار الشيوخ والأئمة والدعاة ورؤساء الأحزاب السياسية وأعضاء البرلمان ورجال الأعمال والوجهاء وأهل الأدب والثقافة.

 

عبد الله مولود

نواكشوط –«القدس العربي»: