موريتانيون غاضبون عند أسوار السفارة الأمريكية: كيف لنا أن نعمل وغزّة تُباد؟

“هذه أوّل مرة أقف أمام السفارة الأمريكية بنواكشوط، تنديدا بما يحدث في غزة”، هكّذا عبّرت توتُ أحمد سالم، عن تضامنها مع سكان قطاع غزة الفلسطيني، تحت أشعة شمس إبريل، المنذرة بموعد فصل الصيف، وزمن ارتفاع درجات الحرارة.
قدمت السيدة الثلاثينية من أحد الأحياء الشعبية بنواكشوط، إلى محيط السفارة الأمريكية عند الساعة الثالثة ظهرا، وقفت بجانب زوجها رفقة المتضامنين، ترددّ معهم أحيانا: “يا للعار يا للعار، غزة تباد كلّ نهار”، قبل أن تقول بنبرة حادّة: “تركت أعمال المنزل اليوم، لأننّي لست مرتاحة لما يحدث مع إخوتنا في غزة، نسأل الله أن يعينهم على عدوّهم.”

وتضيف: “لم أتمكن من الحضور صباحا، لكنني عقدت العزم على أن لا أفوّت الحضور هذا اليوم، ففلسطين قضيتنا جميعا.”
الوقفة التي شاركت فيها توتُ، جاءت ضمن إضراب عالمي استجابة لدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي للتنديد بجرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
وقد شهدت صباح الاثنين، مشاركة آلاف الموريتانيين، على مستوى نواكشوط، والمئات في مدن الداخل.

لا عمل اليوم

وعلى أهازيج الأغاني المناصرة للقضية الفلسطينية، الصادحة من مكبّرات الصوت، وقف حسين إسلمو رفقة المعتصمين أمام السفارة الأمريكية، يحمل لافتة عليها صورة رئيس حركة حماس السابق الراحل يحيى السنوار تتضمن عبارة: “كلمات قادتنا تنير لنا الطريق.”

يتتجول حسين،بين المشاركين في الوقفة، منذ أكثر من ساعة، بإحدى يديه لافتة السنوار، فيما خصّص الأخرى للتلويح بإشارة النصر “للقضية الفلسطينية.”
يقول الحسين: “شاركتُ صباحا في الوقفة، وها أنا هنا مجدّدا، لأن إخوتنا في غزة يقتلون، والعالم لم يحرّك ساكنا”، مضيفا: “أمارس الأعمال الحرّة، لكنني لن أقوم اليوم بأي عمل”، “كيف لي أن أسعى لتحصيل المال، وغزة تقصف ليلا ونهارا؟” يضيف الحسين.

ووسط الجموع، وقف باه الطالب، وهو أحد تجار المواد الغذائية في شارع الرزق بنواكشوط، للمشاركة في مسماه “النداء العالمي”.

حضر باه الوقفة الصباحية، وقرر المشاركة في المسائية، مؤكدا “أن فلسطين قضية جميع المسلمين، والعرب، وتستحق هبة جماعية”، مشيرا إلى أنه اليوم، لم يزاول عمله “انتصارا لقضيتها العادلة.”

وفي الجانب المخصّص للنساء، وقفت عيشة اشفاغه تلوّح بالعلم الفلسطيني، ترددّ مع المتظاهرات هتافات تحمّل الغرب مسؤولية ما يحدث في عزة.
تعمل عيشة ممرّضة في مركز الأنكلوجيا، وقررّت اليوم، عدم الذّهاب للعمل، مشيرة إلى أن العمل “لا يمكن في ظلّ الوضعية الصعبة التي يمرّ بها سكان غزة”


وتقول “: نصرة سكان غزة مسؤوليتنا جميعا، وسنواصل دعم القضية، حتّى يتوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع.”

مشاركة طلابية واسعة

شكّل الطلاب غالبية المشاركين في الوفتين الصباحية والمسائية أمام السفارة الأمريكية، والتي شهدت مشاركة عدة نقابات عمالية موريتانية.
أم الخيري محمد، طالبة في كلية الاقتصاد بنواكشوط، شاركت في هذه الوقفة، رفقة عدة زميلات، بعد عدة وقفات شاركن فيها، منذ بذء العدوان الإسرائيلي على غزة، إثر عملية السابع من أكتوبر 2023.


تقول أم الخيري، “إن القضية الفلسطينية، أولوية لدى طلاب جامعة نواكشوط”، مشيرة إلى أنهم سيستمرون في “دعم القضية الفسلطينية، حتى يتوّقف العدوان الإسرائليلي.

إشادة بالموقف الموريتاني

في غضون ذلك، أشاد السفير الفسلطيني لدى موريتاني محمد الأسعد، بالمواقف الثابتة والراسخة للجمهورية الإسلامية الموريتانية، وكذلك مواقف رئيسها محمد ولد الشيخ الغزواني، اتجاه القضية الفلسطينية.

جاء ذلك خلال لقاء عقده اليوم بنواكشوط، مع رئيس البرلمان الموريتاني محمد بمب مكت، ناقشا خلاله علاقات التعاون بين موريتانيا ودولة فلسطين، وسبل تعزيزها، خاصة في المجال البرلماني، إضافة إلى مناقشة العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، حسب ما أوردت الوكالة الموريتانية للأنباء.
ونوّه الدبلوماسي الفلسطيني، بدور رئيس البرلمان، وبمواقفه ورؤيته التي عبر عنها في المؤتمرات والمنتديات العربية والدولية، حسب ذات المصدر.